لن يطلق عنان احتياطيات فنزويلا النفطية الضخمة لتسوق في الأسواق النفط العالمية في أي وقت قريب، في حين أن التأثير على الأسعار على المدى القريب سوف يكون محدودا.
أثارت وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بعض الأسئلة حول تأثير ذلك على أسواق النفط العالمية نظرا للاحتياطيات الهائلة التي تمتلكها بلاده. دعونا أولا نلقي نظرة على هذه الأرقام: كانت فنزويلا تمتلك في نهاية عام 2011 ما نسبته 17.9 في المائة من الاحتياطي العالمي المعروف من النفط مقارنة بنسبة قدرها 16.1 في المئة لدى المملكة العربية السعودية و 11% لكندا (المصدر: برتش بتروليم). وفي المقابل، فإن إنتاج النفط الفنزويلي يمثل فقط 3.5 في المائة من الإنتاج العالمي مقارنة ب13.2 % في المملكة العربية السعودية.
أدى عقد من الزمان –تكونت فيه بيئة معادية لشركات النفط الأجنبية أدت في النهاية إلى طرد بعضها- إلى انخفاض في الإنتاج بلغ ما يقرب من مليون برميل يوميا خلال هذه الفترة. كانت شركة النفط الفنزويلية الحكومية تسلم بشكل متزايد دخلها من أجل تمويل البرامج الحكومية المختلفة، مما جعل التدفقات النقدية لديها سلبية للسنوات الخمس الماضية، وفقا لرويترز. وكانت النتيجة نقصا في الاستثمار، ذلك لأن الحقول القديمة قد بدأت بالنفاد فيما لم تستكشف الجديدة، وبالتالي حصل انخفاض في الانتاج.
أما مستقبلا، فليس من المتوقع حدوث تغيير على المدى القريب في الوضع السياسي الراهن في أي وقت قريب. من المرجح أن تشهد الانتخابات المقبلة انتصارا للحزب الاشتراكي الموحد، ولكن مع رحيل شافيز والكاريزما التي كان يتمتع بها، فإن التحرك نحو إصلاح للسوق قد يبدأ في نهاية المطاف مع استعداد المعارضة للسيطرة؛ فالإصلاحات وإعادة إدخال الاستثمارات الأجنبية لن يحدث بين عشية وضحاها، وربما لن يحدث لبضع سنوات قادمة، ولكن متى ما حدث ذلك، فإن زيادة الإمدادات سوف تساعد على المزيد من تخفيف بعض من المخاوف بشأن عدم مواكبة الإمدادات في المستقبل لأي زيادة في الطلب، خاصة من الاقتصادات الناشئة.