تعرض مجموعة سان لوران الجديدة رؤية أنتوني فاكاريللو الآخذة في التطور، وذلك في قاعة مبنى "بورس دو كوميرس" الذي يضم مجموعة الملياردير فرنسوا بينو. لطالما اتّخذت سان لوران من الفن نقطة انطلاق لها، ولعل هذا هو السبب وراء اختيار هذا الهيكل العظيم من تصميم المهندس المعماري الياباني تاداو أندو، ليكون موقع العرض الموجز والخاص في هذه الليلة. ويعكس الهيكل الخرساني اللامع الحلقة الدائرية المضيئة التي توسّطت عرض العلامة الأخير للأزياء الرجالية، بحيث يصبح الشكل الدائري، عن غير قصد تقريباً، رمزاً للكمال والإتقان، وعنصراً متكرراً ومحورياً في عروض سان لوران.
يتميّز العرض المكثّف بالتفاصيل الدقيقة والمدروسة من كل جانب، وتساهم الملابس الطويلة والانسيابية في إبراز الأكتاف العريضة والخصر النحيف. كما تعزّز مجموعة الألوان المحدّدة، بما فيها الأسود، والأبيض، والكاميل، والكحلي، وومضات من الفضي، الإحساس بالتطور الجريء. هذا وقد تمت دراسة كل إطلالة بدقة متناهية.
تترافق قمصان مميّزة من قماش الشيفون وسترات محبوكة مع غطاء للرأس، مع سراويل طويلة تشبه تلك الرياضية، لتمنح الإطلالات نوعاً من الخفة والهدوء برغم دقتها. أما المعاطف، فتوحي بالحجم الكبير على نحو جديد. وقد أولي اهتمام كبير لشكل الملابس وطولها من أجل تقديم قطع مذهلة مستوحاة من التصاميم والعناصر التي تميّز سان لوران بأسلوب جديد. وتتناقض الأقمشة الناعمة، بما في ذلك الموهير، والكشمير، والحرير، والمخمل، مع ملمس الأنسجة القاسي. بشكل عام، تُعد الفكرة الكامنة وراء جميع الإطلالات موحّدة بشكل لافت.
تواصل الدار تعزيز حوارها الاستثنائي بين الذكر والأنثى مع تلاشي الحواجز بينهما، ففيما شاع إدخال عناصر الأزياء الذكورية على ملابس سان لوران النسائية، لم يكن من مفر مع هذه المجموعة الرجالية من إضفاء التأثير النسائي. وتترجم هذا التأثير في حجم القطع الجديدة وإعادة تصوّر انسيابيتها على الجسم، فتطوّرت الأزياء المزدانة بغطاء الرأس التي برزت في أحدث مجموعة للسيدات من سان لوران، لتمتدّ إلى عدد من الإطلالات الرجالية لموسم شتاء 2023 وتغطّي الرأس في ما يشبه المعاطف الواقية من المطر "كاغول".