
تقرأ مضيفات الطيران بشكل روتيني للمسافرين قانون عدم التدخين أبدا على متن الطائرة. ولكن، في كل حمام وفي كل طائرة هناك منفضة للسجائر، وتقع عادة في الباب الداخلي للحمام. وهو أمر يصيب العديد من المسافرين بالحيرة، فقد تم حظر التدخين على متن الطائرات في الرحلات الداخلية للولايات المتحدة منذ عام 1990، ويعمل هذا القانون الآن على الرحلات الدولية أيضا. ولكن لا يزال هناك منفضة للسجائر في كل حمام!
على مر السنين، طرحت منشورات عدة بعض النظريات حول منافض السجائرالموجودة على متن الطائرات. لعل معظم الطائرات القديمة تسبق التغيير في قوانين التدخين، حتى انه ليس في متناول شركات الطيران إعادة صياغة بعض الأدوات أو التخلص منها. ولكن هل يمكن لأن تكون عملية إزالة منافض السجائر مكلفة للغاية؟
أما نظرية أخرى هي أن بوينج وايرباص تصنع الطائرات في حجم واحد يناسب الجميع، وان بناء بعض الطائرات من دون منافض السجائر ليست بعملية فعالة من حيث التكلفة. ولأنه لا توجد شركات طيران كبرى في العالم تسمح التدخين، لا يمكن أن تقبل هذه النظرية. بالاضافة الى ذلك، أن كل شركة طيران كبيرة تشتري تجهيزات الطائرات الداخلية المخصصة لاحتياجاتهم، وسيكون من الغريب إذا كانت منافض السجائر استثناء كبير ا لا يمكن استبعاده.
وتبين أن القانون يطلب من شركات الطيران أن تكون لديهم منفضة سجائر على أبواب الحمامات في كل طائرة، وذلك بفضل نظام Federal Aviation Administration ( FAA). حدد نظام في عام 2000 ينص أن منفضة السجائر هو جزء من "الحد الأدنى من المعدات"، بمعنى أنه إذا حدث شيء إلى أي منفضة سجائر، يجب على شركة الطيران استبدالها في غضون ثلاثة إلى عشرة أيام.
فما هي النظرية وراء هذا القانون؟ أوضح متحدث باسم ( FAA) أنه على الرغم من حظر التدخين، لا يزال العديد من الناس يقدمون على التدخين على متن الطائرات. وهذا يوفر مكان لوضع السجائر، مما يمنع وضعها في سلة المهملات، أو في مكان آخر قد يسبب بحريق.
ولكن أليس من المحتمل أن تحرض منافض السجائر على مخالفة القانون؟
يقول Ross Cheit وهو أستاذ في العلوم السياسية والسياسة العامة في جامعة براون: " أنا لا أرى كيف يمكن أن يكون هذا بمثابة تشجيع على التدخين حيث أن كاشفات الدخان على حد سواء واضحة وحساسة للغاية. لا يمكن لأحد أن يقدم على التدخين في المرحاض دون أن يتم كشفه. ولكن عندما تطرق مضيفة طيران على الباب بسبب كاشف الدخان، لا يجب العبث بالسيجارة التي يمكن أن تسبب مشكلة خطيرة".