
يعد الإسكندر الأكبر (المقدوني) من أكثر الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل، ورغم أنه سيطر على مساحات واسعة، وأسس أكبر دولة بالعالم بعمر لم يتجاوز 21 عامًا، إلا أن مكان دفنه يمثل لغزًا بالنسبة الى علماء الآثار.
وقد أكد الكاهن والمؤرخ المعروف باسم "كالليسثينس المزيف" - وهو أحد كهنة اليونانيين إسكندري الأصل، والذي كتب سيرة الإسكندر عام 300 بعد الميلاد- أن الإسكندر تعرض لمؤامرة تسببت بقتله عن طريق جرعة من السم في مدينة بابل، وحاول الفرس بعد ذلك كسب ود المقدونيين من خلال طلب دفنه في بلادهم، وأنهم سيعلنونه "الإله ميثراس" لكن المقدونيين كان لديهم وجهة نظر أخرى تتمثل بنقل جثمان قائدهم إلى مقدونيا.
وحينها تدخل قائد قوات الإسكندر الجنرال بطليموس وقال إن هناك وحيًا ونبؤة في بابل للإله زيوس، ومنه سنتسلم نبوءة تقرر أين سندفن الإسكندر، وكان الوحي قد سئل وأجاب في معبد زيوس بتلك الكلمات التالية: "إنني سأقول لكم ما هو الصالح العام، هناك توجد مدينة في مصر تسمى منف، وهناك يجب أن يدفن، ويعتلي عرشه"، فقام بطليموس بنقل الجثمان بتابوت من الرصاص مكللاً بالعطور في مكوب مهيب من بابل إلى مصر.
ورغم أن بطليموس وصل إلى منف في جنوب القاهرة- والتي تأسست عام 3200 قبل الميلاد، وأخذت اسمًا جديدًا اليوم وهو البدرشين جنوب القاهرة في الجيزة- إلا أن كبير كهنة "منف" رفض دفن الجثمان في المدينة خوفًا عليه من الحروب، وقال لبطليموس: "ادفنوه في المدينة التي أسسها هو بنفسه، في ضاحية رافودة قرب مدينة الاسكندرية على سواحل المتوسط".
بعد ذلك قاد بطليموس الموكب إلى الإسكندرية، وأنشأ قبرًا في المعبد الرئيسي والذي أطلق عليه في وقتها "سوما الاسكندرية"، وهناك دُفن الإسكندر بحسب رواية "كالليسثينس المزيف".
وقد تضمنت سجلات "دائرة المعارف البريطانية" أن أغسطس قيصر زار قبر الاسكندر في مصر، ووضع عليه إكليلاً من الورود في عام 323 قبل الميلاد.
ورغم ذلك فأنه بحلول القرن الرابع الميلادي لم يعد مكان القبر محددًا، لكن بعض المؤرخين مثل ابن الحكم المسعودي و ولون الأفريقي، وهما عاصرا أحداث القرنين الخامس عشر والسابع عشر قالا انهما رأيا قبر الإسكندر، وأنه مدفون في سرداب تحت كنيسة قديمة.
ومن المؤكد أن الكشف عن مكان دفن الاسكندر سيكون حدثًا تاريخيًا، خصوصًا أن الكثير من الدراسات تشير إلى أن مكان دفنه يحتوي على مقتنياته الشخصية بالإضافة إلى الكثير من الكنوز.