مع اقتراب يوم عرفة ينتظر ملايين المسلمين تغيير كسوة الكعبة، وهو الحدث الذي بات شعيرة إسلامية يحرص عليها الخلفاء والحكام المسلمون على مر العصور منذ أن كساها النبي محمد بعد فتح مكة في العام التاسع للهجرة.
وفي كل عام يتم تغيير الكسوة التي يعدها المسلمون "أطهر ثوب" صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة، والتي تبلغ تكلفة صناعتها 24 مليون ريال سعودي (6.4 مليون دولار).
وترجع التكلفة المرتفعة لكسوة الكعبة إلى المواد الثمينة المُستخدمة في صناعتها، إذ أنها تُصنع باستخدام 675 كيلوجرام من الحرير الخام الأسود للجزء الخارجي والأخضر للبطانة الداخلية، إضافة إلى 100 كيلوجرام من خيوط الفضة المطلية بماء الذهب و120 كيلوجرام من خيوط الفضة الخالصة، لكتابة الآيات القرآنية المنقوشة عليها.
وقد ظلت مسؤولية صناعة الكسوة تقليدًا مصريًا لقرون، قبل أن تنتقل هذه المسؤولية إلى المملكة، إذ يتم إنتاجها في مصنع في مكة يستخدم حرير وأصباغ من إيطاليا وخيوط من الفضة بعضها مطلي بماء الذهب من ألمانيا.
ولم تستطع الآلات الحديثة حتى الآن أن تحل محل العمالة اليدوية بسبب الحرف البارز المستخدم في نقش الآيات القرآنية عليها.
وعقب انتهاء الإنتاج يقام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة لتسليمها إلى كبير سدنة البيت، وفي أثناء فريضة الحج تستبدل الكعبة كسوتها لاستقبال الحجاج في ثوب جديد أول أيام عيد الأضحى، أما الكسوة القديمة فَتُقطع قطعًا وتُهدى من العاهل السعودي لرؤساء الدول والسلك الدبلوماسي خلال الحج.