تسجل

غريسيلدا بلانكو "عرابة الكوكايين" الكولومبية ... من هي؟

Loading the player...
 
 

يُعرّف بابلو إسكوبار، قيصر المخدّرات الكولومبي الجنسية، أنه الرّجل الأشهر عالميًا من حيث تجارة المخدّرات، حيث صنّفته مجلّة فوربس، كسابع أثرى رجلٍ في العالم، بثروةٍ قدّرت بـ30 مليار دولار أمريكي، اكتسبها من الاتجار بالمخدّرات وغسيل الأموال، ويُعتبر "بابلو إميليو إسكوبار غابيديا"، من الرّجال الأكثر إجرامًا في العالم، وحاز اللقب، بعد وضعه وعصابته، عبواتٍ ناسفةٍ في طائرةٍ مدنية.

ما لا يعرفه معظم المتابعين لإسكوبار، أنّه لم يكن الظّاهرة الأولى في عالم الاتجار بالمخدّرات، بل سبقته إلى ذلك، الكولومبية غريسليدا بلانكو، التي اشتهرت في السّبعينيّات والثّمانينيات كأبرز "لوردات عالم المخدّرات". بينما كان إسكوبار يسرق السّيارات في ميديلين، كانت بلانكو تبني إمارةً للمخدّرات في نيويورك، لقب "عرّاب الكوكايين"، ورثه إسكوبار عن غريسليدا بلانكو، العرّابة الأصيلة لجمهورية الكوكايين في عصرها، إن كنت مدينًا لها بالمال وعجزت عن ردّه، تقتلك، إن كانت مدينةً لك بالمال وطالبتها به، قتلتك، إن أغضبتها، قتلتك، بالنّتيجة، كان العبث معها ممنوعًا، والموت مصيرٌ محتّم، حتّى أن عدد ضحاياها لا يزالُ إلى اليوم مجهولاً.

 

حياتها

بلانكو المولودة في كاتغرينا-كولومبيا، عانت طفولةً مريرة، وكأن قدر مدينة "ميديلين" أن تحتضن المجرمين، فاستقرّت فيها أمّ غريسليدا عندما كانت الأخيرة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، اشتهرت في مرحلة ما قبل المراهقة بالنّشل والسّرقات الصّغيرة، قبل أن تهرب من المنزل عندما أصبح عمرها 14 عامًا، بسبب العنف المفرط الذي تعرّضت له من أمّها، أُجبرت غريسليدا على ممارسة البغاء بسبب فقرها وعوزها، فخلقت من ضعفها إرادة للقتال من أجل الحياة، دون التّظاهر بالضّعف.

بلانكو، بعمر الـ11 عامًا، اختطفت صبيًا كان يقطن في حيّها، وطالبت أهله بفديةٍ مالية، عندما عجز الأهل عن دفع الفدية، قامت غريسليدا بلانكو بوضع رصاصةٍ في رأس الصّبي، ببساطة، قتلت بلانكو الطّفلة، طفلاً آخر وهي بعمر الـ11. بحكم الواقع الدّموي الذي حكم تاريخ كولومبيا لفترة، كان القتل عاديًا بالنّسبة للكولومبيين، لا بلانكو فقط.

 

حياتها العاطفية

بعد زواجها بزوجها الأول، كارلوس ترويّلّو، تعلّمت غريسيلدا كيفية إنشاء وإدارة منظّمة إجرامية، وأنجبا ثلاثة أولادٍ قبل أن يتطلّقا أواخر السّتينيّات، لتقتل غريسليدا كارلوس بعد طلاقهما بسنوات، مضيفةً لقب "الأرملة السّوداء"، وهو نوعٌ من العناكب التي تقتل زوجها، إلى ألقابها العديدة.

تزوّجت غريسليدا للمرّة الثّانية أوائل السّبعينيّات، من تاجر مخدّراتٍ مبتدئ يُدعى ألبرتو برافو، ليصبحا سويًا مفاتيح أساسية في تجارة المخدّرات، مما سهّل لهما معًا السّيطرة على السّوق، وبالتّالي زيادة دخلهما، مما مكّنهما من الانتقال إلي نيويورك، وكي تحافظ على تجارتها، ولتسهيل مهمّة تهريب المخدّرات من كولومبيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فتحت بلانكو محلّاً للملابس الدّاخلية، من تصميمها الخاص، زوّدت القطع فيه بجيب سرّية، تُستعمل لإخفاء المخدّرات ونقلها عبر الحدود، بذلك، نجحت في نقل إمارتها من كولومبيا إلى الولايات المتحدة، وظلّت سيّدة السّوق حتّى مماتها.

 

اغتيال "ملكة الكوكايين" في كولومبيا

لقيت غريسيلدا بلانكو، 69 عاما، مصرعها بعيارين من مسافة قريبة، في نهاية عنيفة لا تختلف عن العمليات التي تقول السلطات إنها أمرت بتنفيذها خلال فترة نفوذها في السبعينيات والثمانينيات.

وقال دييغو شافاريا المتحدث باسم شرطة ميديلين إن عددا من الشهود سمعوا صوت دراجة نارية وطلقتين ناريتين بعد ظهر الاثنين، وبحلول الوقت الذي وصلت فيه السلطات إلى مكان الحادث بحي سكني بمدينة ميديلين، وجدوا بلانكو ملقاة على الأرض في بركة من الدماء.