خضع شاب أمريكي يُدعى جو ديميو لسلسلة من العمليات الجراحية، والتي مكنته في النهاية من الحصول على وجه جديد ويدين، بعدما أدى حادث سيارة مروع إلى انقلاب حياته رأسا على عقب.
وكان جو الذي يبلغ من العمر 22 عاما، ويعيش في نيوجرسي، قد أصيب بحروق شديدة في حادث سيارة في يوليو 2018 بعد أن نام أثناء القيادة بعد نوبة ليلية في العمل، اصطدمت سيارته برصيف وانقلبت واشتعلت فيها النيران.
وتعرض جو لإصابات شديدة، لدرجة أنه أُجبر على قضاء شهور في غيبوبة طبية، وخضع لـ 20 عملية ترميمية وترقيع جلدي متعدد لعلاج حروق الدرجة الثالثة الواسعة.
واتضح للأطباء أن العمليات الجراحية التقليدية لا يمكن أن تساعده على استعادة الرؤية الكاملة أو استخدام يديه، لذلك بدأ فريق الجراحين المكون من أكثر من 140 شخصًا، في الاستعداد لعملية الزرع المحفوفة بالمخاطر.
وبتر الأطباء كلتا يدي جو، وجرى استبدال منتصف الساعد وربط الأعصاب والأوعية الدموية و 21 وترًا بغرز رقيقة، كما قاموا أيضًا بزرع وجه كامل، بما في ذلك الجبين والحواجب والأنف والجفون والشفتين والأذنين وعظام الوجه الكامنة.
ويتعلم جو من جديد الآن كيفية الابتسام، والغمز، والضغط، وقد اكتسب بالفعل إحساسًا فوق مفاصل أصابعه وكفيه، وقال إن الشيء الوحيد الذي يريد القيام به هو القيادة مرة أخرى، مضيفًا: " أحب القيادة"، بينما أخبر الأطباء جو أن الأمر سيستغرق عاما حتى يستطيع الجلوس خلف عجلة القيادة مرة أخرى.
وقال جو: "ربما يكون الجزء الأصعب هو الأشياء اليدوية، يجب أن أتعلم كل شيء، عندما يولد طفل ، كل ما يفعله هو اللعب بالألعاب ، ويحرك يديه باستمرار، يجب أن أستمر في فعل الأشياء باستمرار واكتساب القوة في عضلاتي. إنه عمل كثير".
ويعتبر الرجل ذو اليدين المزروعتين أن فتح زجاجات المياه كان أصعب حركة "لأن الغطاء صغير جدًا"، ويقول الخبراء إن الجراحة التي أجريت في مركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك كانت ناجحة ، لكن حذروا من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتأكد.
ويتعين على جو تناول دواء مدى الحياة، وسيحتاج إلى إعادة تأهيل مستمرة لاكتساب الإحساس والوظيفة في وجهه ويديه الجديدتين.
وقدّر الأطباء أن لديه فرصة بنسبة 6 في المئة فقط للعثور على تطابق متوافق مع جهازه المناعي، وقد أرادوا أيضًا العثور على شخص من نفس الجنس ولون البشرة وحجم اليد.
وقال الدكتور إدواردو رودريغيز، الذي قاد الفريق الطبي المكون من أكثر من 140 شخصًا: "بدت احتمالية نجاحنا بناءً على سجل الإنجازات ضئيلة".
وأضاف: "هذا اختراق طبي كبير، المحاولتان اللتان تم إجراؤهما من قبل فشلا، شعرنا أنه ربما هذا غير ممكن، لكن نجاح هذه الزراعة المزدوجة توفر الكثير الأمل لكثير من المرضى ".
ومنذ مغادرته المستشفى في نوفمبر، يخضع ديميو لإعادة تأهيل مكثف، ويخصص ساعات يوميًا للعلاج الطبيعي والمهني وعلاج النطق، وقال: "إنها فترة صعبة للغاية، يجب أن أتدرب على القيام بالأشياء بنفسي مرة أخرى ".
وخلال جلسة حديثة، تدرب جو على رفع حاجبيه، وفتح وإغلاق عينيه، وتجعيد فمه، ورفع إبهامه لأعلى والصفير، ويمكن أن يشعر ديميو أن جبهته الجديدة ويديه تصبحان باردتين، وغالبا ما يمد يده لدفع شعره الطويل عن وجهه.
ويستطيع ديميو، الذي يعيش مع والديه، أن يرتدي ملابسه ويتناول طعامه بنفسه الآن، كما يستطيع أن يلعب البلياردو ويتنزه مع كلبه باستر.
وقد أجرى الجراحون في جميع أنحاء العالم 18 عملية زراعة وجه، و35 عملية زراعة يد فقط، لكن عمليات زراعة الوجه واليدين المتزامنة نادرة للغاية، وقد تم تجربتها مرتين فقط من قبل.
وكانت المحاولة الأولى في عام 2009 لمريض في باريس توفي بعد حوالي شهر من مضاعفات، وبعد ذلك بعامين، حاول أطباء بوسطن ذلك مرة أخرى على امرأة تعرضت للهجوم من قبل شمبانزي، لكنها اضطرت في النهاية إلى إزالة الأيدي المزروعة بعد أيام.