حققت العاصمة أبوظبي رقماً قياسياً جديداً خلال عام 2018 مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، في ما يتعلق بأعداد الزوار ونزلاء الفنادق، اذ استقبلت أكثر من 10 ملايين زائر من مختلف أرجاء العالم العام الماضي، بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية متميزة ومقومات ومعالم سياحية عالمية متطورة، إلى جانب الفعاليات والبرامج التي نظمتها على مدار العام.
وسجلت إمارة أبوظبي هذا العام نمواً في عدد نزلاء الفنادق بنسبة 13.62% مقارنة بالعام 2016، وذلك بفضل الجهود التي تم بذلها خلال الثلاثة أعوام لترسيخ مكانتها كوجهة استثنائية مفضلة عالمياً، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور لتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية أولى مستقبلاً.
وشهدت إمارة أبوظبي تطورات هائلة في السياحة الثقافية والاستثمارية والعائلية والترفيهية والعلاجية، حيث نجح قطاع سياحة الرحلات البحرية في استقطاب أكثر من 350،000 زائر إلى الإمارة في عام 2018، بنسبة نمو بلغت أكثر من 27 ٪ منذ عام 2016.
ومن جهة ثانية، استقطبت مواقع ومعالم الإمارة الثقافية التراثية ما يقارب 2,672,732 مليون زائر، ومن المتوقع أن تسجل العاصمة أرقاماً قياسية جديدة خلال السنوات القادمة، بخاصة بعد افتتاح متحف اللوفر أبوظبي وإعادة افتتاح موقع قصر الحصن إلى جانب العديد من الفعاليات والبرامج العالمية التي سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
وأظهرت إحصائيات دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أن 168 فندقاً ومنتجعاً وشقة فندقية في مدينة أبوظبي ومنطقة العين ومنطقة الظفرة قد استقبلت 10 ملايين زائر خلال العام 2018، من بينهم زوار اليوم الواحد أو النزلاء الذين أمضوا ليلة فندقية واحدة، بنسبة نمو بلغت 3.94% في عدد نزلاء فنادق الإمارة مقارنة بالعام 2017. ما يؤكد أنّ العاصمة سجلت خلال السنوات الأخيرة أيضاً نمواً قياسياً في عدد نزلاء الفنادق متجاوزة التوقعات التي وضعتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
وتستمر الأسواق الخارجية الرئيسية في تسجيل أداء جيد، حيث حققت السوق الأمريكية والهندية والصينية تقدماً ملحوظاً في عدد نزلاء الفنادق الذين قدموا إلى أبوظبي خلال عام 2018، الأمر الذي أسهم في ارتفاع عدد الزوار القادمين إلى الإمارة بشكل مذهل. وما زالت الهند والصين تحافظان على مركز الصدارة كأكبر سوقين مصدرين للسياح إلى أبوظبي، إلى جانب المملكة المتحدة التي تعد أكبر سوق أوروبي مصدر للسياح إلى العاصمة أيضاً.
وتعمل العديد من التجارب الجديدة في أبوظبي على دعم مكانة الإمارة على خريطة السياحة العالمية واستقطاب المزيد من الزوار الدوليين، ومن ضمنها السياحة الثقافية وبخاصة منذ افتتاح اللوفر أبوظبي في منطقة السعديات الثقافية عام 2017 الذي ساهم في إثراء التجربة الثقافية والسياحية في العاصمة الإماراتية، ووضعها في صدارة الوجهات المفضلة، وهو ما تتوقع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي استمراره لسنوات عديدة قادمة حيث اجتذب المتحف في عامه الأول أكثر من مليون زائر ورسخ مكانة أبوظبي على الخارطة الثقافية العالمية. كما شهد عام 2018 إعادة افتتاح قصر الحصن الذي يعد أقدم مبنى تاريخي في الإمارة ويسرد عبر متحفه تاريخ العاصمة وثقافتها الأصيلة.
وتعد الإمارة اليوم مركزا محوريا ورئيسيا لقطاع الأعمال والاستثمارات حيث شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة نمواً في عدد فعاليات الأعمال. وقد حقق مكتب أبوظبي للمؤتمرات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي نجاحاً ملحوظاً في هذا المجال في هذه الفترة الزمنية القياسية. ونجحت الإمارة في استضافة كبريات الفعاليات العالمية مثل الألعاب العالمية الأولمبياد الخاص 2019، والتي ستقام لأول مرة في المنطقة العربية في أبوظبي، فضلاً عن فوز الإمارة على كبريات العواصم والمدن العالمية، من ضمنها ريو دي جانيرو وسان بطرسبرج، ونجحت في الحصول على استضافة مؤتمر الطاقة العالمي 2019 الذي يعد أعرق تجمع معني بالطاقة وأكثرها تأثيراً في العالم.
وشهد قطاع السياحة البحرية نمواً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وبخاصة مع افتتاح محطة السفن السياحية الأولى من نوعها في المنطقة في ميناء زايد، التي تتيح خدمات ومرافق عالمية وفق أعلى المعايير لتلبي الخدمات عالية المعايير احتياجات السفن والسياح القادمين والمغادرين إلى أبوظبي، إلى جانب احتضانها مكاتب تدقيق الرحلات الجوية الدولية. كما تعمل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على تطوير رصيف وميناء في شاطئ جزيرة صير بني ياس. وقد أسهمت هذه الجهود في تعزيز أبوظبي كوجهة أولى لجذب الرحلات البحرية، ما انعكس بشكل إيجابي على زيادة أعداد المسافرين إلى أبوظبي بنسبة 27,82%. ففي عام 2016 زار ما يقارب 279,704 سائحاً الإمارة من خلال الرحلات البحرية مقارنة 354,015 مسافر في عام 2018. وتخلل هذا الوقت من عام 2016 إلى عام 2018 زيارة 963,257 مسافراً إلى أبوظبي عبر السفن السياحية.
وأخذت السياحة العلاجية اهتماماً واسعاً باعتبارها احد القطاعات الواعدة لتنشيط حركة السياحة في الإمارة واجتذاب المزيد من الزوار، التي تقود نمو وتطور اقتصاد الإمارة، كونها أيضاً من أسرع قطاعات السياحة العالمية نمواً. وفي عام 2018 عقدت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي اتفاقية تعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي لإنشاء شبكة السياحة العلاجية للمرضى الدوليين القادمين إلى الإمارة للحصول على الخدمات الصحية والعلاجية، مع ما تمتلكه العاصمة من بنية تحتية طبية متطورة وأطباء عالميين مشهورين ذوي خبرة عالية، ما سيسهم في تعزيز موقعها على خريطة وجهات السياحة العلاجية المتميزة والمفضلة في العالم.