كشفُ الأفراد عن مشاكلهم النفسية والضغوطات التي يمرون بها ليس شائعاً في منطقة الشرق الأوسط، بحيث يعتبر طلب المساعدة في هذا المجال أمراً مخجلاً يعكس ضعف الفرد.
هذا الأمر ينطبق أيضاً على سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث نجد أن العاملين الأساسيين الذين يؤثران على صحة الفرد النفسية والعقلية هما القلق واليأس، ولاسيما تلك الناتجة عن ظروف عملهم، من ساعات العمل الطويلة والضغوطات المادية وعدم وجود توازن بين حياة الأفراد الشخصية ومسؤولياتهم ومهامهم خلال العمل.
حقيقة عدم وجود معلومات كافية حول الصحة المفسية والعقلية تشير إلى مسألة أساسية بالغة الأهمية وهي التسبب بتراجع الكثيرين عن فكرة الانفتاح على مشاكلهم والحديث عنها أمام الآخر والمختصين.
وبشكل عام يعاني 4% من سكان المنطقة من حالات يأس وقلق حادة قد تمتد لأسابيع في حين يعاني 15% من حالات بسيطة. أما في دولة الإمارات فقد كشف 60% من الموظفين أن ظروف وطبيعة عملهم هي المسبب الرئيس للتوتر والقلق، لاسيما وأن نسبة كبيرة منهم يعملون بعيداً عن وطنهم الأم وعائلاتهم.
ولكي لايبقى من يعانون من مشاكل نفسية عالقين في دوامة تزتنزف ما تبقى من طاقتهم وشبابهم وحبهم للحياة، ولأن الحديث وطلب المساعدة يساعدان الأفراد في تخطي حالالتهم النفسية، أخذ مركز The Lighthouse للصحة النفسية في الإمارات على عاتقه مسؤولية تعزيز الوعي حيال أهمية الصحة العقلية والنفسية للأفراد من مختلف الفئات العمرية، والوقوف إلى جانبهم.
وقد أوجد المركز طريقة مبتكرة لتحقيق غايته، لاسيما وأن حلقات الحديث والتواصل لتخفيف الضغوطات التي يمر بها الفرد بسبب ظروف عمله ليست شائعة في الإمارات كما هي في الغرب، وهي تتمثل بإصدار كتاب مميّز يدعى "Unspoken,UAE".
وقد تعاون مركز the lighthouse مع 20 فنان من مختلف أرجاء المنطقة لتصميم الكتاب، بحيث يضم رسومات ومؤثرات بصرية فريدة من نوعها تحاكي مشاعر من يعانون من مشاكل نفسية وعقلية نتيجة ظروف عملهم.
وما يميّز هذا الكتاب أنه يكشف عما بقي طوال سونات "غير محكي" وسرا مخبأ في نفوس أصحابه، إذ جمعت شهادات حياة وخبرات العديد من الأفراد الذين يرعاهم المركز، والذين يكافحون لتخطي ضغوطات الحياة اليومية.
وفي الختام، يؤكد الكتاب لقارئيه أنهم ليسوا بمفردهم وبإمكانهم التواصل متى شاؤوا مع مركز the lighthouse إن كانوا بحاجة لمن يصغوا إليهم.
وقد تم توزيع هذا الكتاب، الذي يتواصل مع الأفراد بطريقة مبسطة ومميّزة، على العديد من المؤسسات لمخاطبة الموظفين بلغتهم ولتسليط الضوء على ما يشعرون به بهدف مساعدتهم على تخطي هذه المرحلة التي قد تكون صعبة للغاية.