تسجل

حوار بين الكتاب والتلفاز

Loading the player...

أثّر التلفاز على القراءة، فقد تحول الناس من المعرفة الورقية للسمعية والبصرية، وتراجع الكتاب أمام زحف كل من الصورة والصوت، والمؤثرات الجديدة والخارجة عن المألوف، ولو رأينا الكتاب لوجدناه اشتكى من بعد الناس عنه وإليكم هنا حوار متخيل بين الكتاب والتلفاز.

حوار بين الكتاب والتلفاز قصير جدا 

الكتاب: في عصري الذهبي، كنت المصدر الوحيد للعلم، والنبع الخالص له، وذلك حتى آتى التلفاز، فلوث العقول، وعطلها عن التكفير.

 التلفاز: أنا من قربت العقول والحضارات، وجعلت الناس يذهبون في رحلات مجانية لكل بقاع الدنيا، ما حاجاتهم لأوراق قديمة مملة.

 الكتاب: المعرفة جاءت في البداية على شكل سطور وهي التي من خلالها بنى العلماء أفكارهم ونظرياتهم حتى استطاعوا اختراع التلفاز.

 التلفاز: لكل عصر بطل جديد، وأنت بطل العصور القديمة، وكنت الغاية لوقت طويل، ولكن هذا عصر التطور والتكنولوجيا، ومضى زمن الكتاب، هذا زمن الصورة الناطقة والمتحركة فدع لكل زمان ما يناسبه.

 الكتاب: ولكنك جئت للناس بالمفسدات، ونشرت المحرمات والأمراض العقلية، وزرعت الأفكار الملوثة في العقول الصغيرة والكبيرة وزادت نسبة الجريمة والقتل والإساءة بين لما تعرضه الشاشة الصغيرة.

حوار خيالي بين الكتاب والتلفاز

الكتاب: لعلك تعلم أيها التلفاز أنه قبل اختراعك كنت أنا مصدر العلم الرئيسي، والذي ينهل مني طلبة العلم وجميع الناس العلوم المختلفة، حتى ظهرت فتناقص عدد القراء، من أجل قضاء أوقات ممتعة أمام شاشتك، مما جعلك تعطل أهم متعة في الحياة وهي القراءة، واستطعت أن تعطل عقول الناس عن التفكير .

التلفاز: لا أوافقك الرأي يا صديقي ، فبواسطتي قربت المسافات بين الناس ، وتعرف كل جماعة على ثقافة الجماعات الأخرى، وبواسطتي جعلت عقول الناس متفتحة ومنيرة بالمعلومات المرئية والمسموعة، وليست مجرد كلمات مكتوبة على صفحاتك يفهمها البعض ، ويجهلها البعض الأخر، ويراها غالبية الناس شئ ممل .

الكتاب: إن كنت كما تزعم ، فهل لك أن تخبرني كيف توصل العلماء لإختراعك أيها التلفاز، فالكتب يا صديقي هي من ساعدت العلماء على اختراعك وبدون كلماتي المكتوبة على صفحاتي ما كنت موجود يا صاحبي، فالآن تريد أن تمحو صفحاتي .

التلفاز: لا يمكنني انكار أن لك عصر سمي بالعصر الذهبي، ولكنه ول وانقضى، فالآن هذا عصري عصر التطور والتكنولوجيا، والانفتاح الحضاري، والآن دوري لأقوم بدورك وأكثر فيمكنني تقديم أشياء جديدة متنوعة مبهجة، تستطيع جذب عقول الناس أكثر منك .

الكتاب: ألا يمكنك ملاحظة شئ غريب في حوارك يا صاحبي ، فإنك تتحدث عن مميزات تمتلكها، ولكنك تغفل المضار التي يمكنك التسبب بها، فعلى شاشتك قد يتم عرض محتويات فاسدة وغير نافعة يمكنها التسبب في التدني الأخلاقي للناس ، فانتشار جرائم القتل والسرقات ترجع في الأصل لك .

التلفاز: لا يمكنني انكار وجود محتويات غير جيدة على شاشتي، ولكني استطيع تقديم أشياء جيدة ومفيدة كذلك فأنا مرآة العالم بخيره وشره، ويمكن للأفراد الاختيار من بينها، ولكني لا يمكنني اجبار أحد على مشاهدة شئ معين، وغالباً ما أوضح لهم أن الخطأ لا يمكنه الاستمرار كثيراً.

الكتاب: استطيع تفهم هذه النقطة ، فأنا كذلك عندي كلمات جيدة ، وكلمات سيئة ، ولكنها لا زالت مجرد كلمات ، لم ولن تصل لحد المشاهدة وتصوير مشاهد مخجلة يمكنها أن تساهم في نشر الفتن والمفاسد بين عموم الناس فمشهد واحد يتساوى مع ألف كلمة .

التلفاز : لم تكن عرض المشاهد الغرض منها الفتن ، ولكنها رغبة مني في تنوير العقول ، فأنت لاتستطيع تقديم المعلومات بصورة واضحة ، فالتطور دائماً يأتي بالتطور ، وكذلك يا صاحبي لا يمكنني إنكار أن كلماتك هي المتعة الأولى لطلاب العلم .

الكتاب : لم يكن الغرض من حواري ياصديقي ، تضيع الوقت والتحدث فيما ليس له نفع ، وإنما أريد أن أقدم النصح للناس بالعودة للقراءة بجانب مشاهدة التلفاز ، فلن استطيع اجبارهم على التخلي عنك ، فيمكنهم الجمع بين القراءة والمشاهدة لتحقيق أقصى نفع .

التلفاز : أوافقك الرأي يا صديقي ، وأعلم جيداً دورك الهام ، فيمكننا التعاون والتكاتف معاً لنستطيع تنشأة جيل واعٍ، ومثقف

حوار بسيط بين الكتاب والتلفاز

 الكتاب : إني أنا الكتاب ، ألفني الكتـّـاب ، لأغذي الألباب ، بالعلوم والآداب ، فأقبلوا يا أصحاب.

التلفاز إن تنادي يا صديق ، فإن صدرك سيضيق ، وقد تصاب بجفاف الريق  فصوتك أصبح كالنعيق .

الكتاب : ومن تكون يا هذا ، يا من بكلامك تتمادى ، وعلى الكتاب تتجافى . 
التلفاز : وهل هناك من لا يعرفني ؟ هل هناك من يجهلني ؟ أنا صديق الناس ، ومداعب الإحساس ، فبرامجي كالمساج ، تريح مختلف الأجناس ، فأنا أنا .. أنا التلفاز.

الكتاب : لا والله يا تلفاز ... فلقد خدعت البشر ، وأعميت البصر ، فنسوا المفيد من الكتب ما ينار به العقل ، وتاهوا وراءك يا أداة الشر ، يا جالب الضرر .

التلفاز : ولكن قراءك قلل ، تصيبهم بالعلل ، وتشعرهم بالملل إلا القلة من البشر

الكتاب : أبداً .. أبدا فمنذ أقدم العصور ، من عهد الديناصور ، والخليفة المنصور ، كنت أنير العقول بالعلوم و الفنون ، وأنقلها عبر القرون ، والهضاب والسهول ، و أجوب بها هذا الكون المعمور، والناس في ديارهم جالسون .

التلفاز : لعل ما قلت صحيح ، لكنك تعلم يا فصيح ، أنني عندما أصيح ، الكل يسرع كالريح  ليشاهد المليح والقبيح ، ويجلس على كرسيه المريح ، إلى أن تسمع الديك يصيح . 
الكتاب : إني لأعرف ما تبث من ضرر ، وما أفظعها من صور، تهدم معاني الفكر .

التلفاز : ربما قد أصبت ، لكني قد رأيت البشر يسعون لجلبي إلى البيت ، مهما زاد سعري وغليت ، وأنت حتى لو أمامهم ظهرت ، فلن يشتريك لا الولد ولا البنت ، حتى لو رخصت وبنصف قرش صرت ، فلن يشتروك قط . 
الكتاب :هجرني الكثير ، وصحبني القليل ، ولكنيمازلت أهدي العلم المنير ، لكل عقل فهيم  وإن كان التلفاز قد أغوى بعض الناس وأبعدهم عن الكتاب ، فلعلهم يهتدون وإلى الصواب يرجعون ، وعن مصلحتهم يبحثون ، وكل تحية وسلام لكم يا متعلمين

كتابة حوار بين الكتاب والتلفاز

التلفاز: ما اروع اجتماع الاسرة حولي كل ليلة في الفة ومحبة، استطعت وحدي فعل ذلك.
الكتاب: بالفعل ايها التلفاز انت انيس الأسرة، وأنا سمير العلماء والأدباء.
التلفاز: نعم، لذا أنا أفضل لأني اجتماعي أكثر، ولا يخلوا بيت مني أما أنت فمن يفضلك قليل لأنك ممل.
الكتاب: قد أكون غير ممل في نظرك ومملاً كما تقول لكني ذو قدر رفيع ومكانة عالية لدى من يقدرون العلم والثقافة.
التلفاز: وأنا كذلك أقدم المفيد والجديد صوت وصورة.
الكتاب: نعم، ولكنك كذلك تقدم ما هو غير مفيد وغير لائق، فهل هذا من فوائدك؟
التلفاز: هذه ثقافة وعلم بشكل جديد.
الكتاب: بل هذا بلاء وفتنة.
التلفاز: أتقصد أنك مفيد وأنا غير مفيد.
الكتاب: كلا، لكل منا سلبياته ولكن على الإنسان أن يكون ذا فطنة وعقل ليميز ربين الصحيح   والخاطىء  والحق والباطل، أليس كذلك؟
التلفاز: بلى، ليتثنى أسطر على ما أقدمه لأقدم كل مفيد.
الكتاب: لا تقلق أيها التلفاز فقد كنت ولا زلت رفيق البشر، بالعقل سيميزون المفيد من الضار.
التلفاز: شكراً لك أيها الكتاب.
الكتاب: لا داعي .. فنحن  نكمل بعضنا البعض

المراجع:

https://www.almrsal.com/

https://www.ejabty.com/

https://www.alhlol.com/