بعد مرور ثلاثين عاماً على إطلاقها سباق اليخوت في العام 1986، ها هي مدينة إمبيريا تستعد مجدداً لإستقبال احد أكبر أساطيل اليخوت الكلاسيكية في العالم. في الواقع، وفي الفترة الممتدة بين 7 و11 سبتمبر الحالي، تستضيف هذه المدينة الواقعة على الشاطىء الغربي من إقليم ليغوريا الدورة الـ19 من سباق ’لي فيلي ديبوكا دي إمبيريا‘. يُذكر بأن هذا السباق يشكّل الجولة الثالثة في البحر المتوسط من تحدي بانيراي لليخوت الكلاسيكية، السباق الدولي الرائد لليخوت الكلاسيكية والقديمة الطراز الذي ترعاه شركة أوفيتشيني بانيراي صانعة الساعات الرياضية الفاخرة. من المرتقب أن يستقطب هذا الحدث أكثر من مئة ألف زائر لمشاهدة السباق، علماً بأن ’لي فيلي ديبوكا‘ يعتبر الحدث الأكبر من نوعه على الساحة الإيطالية وهو يَعد بتقديم عرض مذهل بحق.
يُشارك في هذا السباق نحو 70 يختاً بُنيوا بين أواخر القرن التاسع عشر ويومنا الحالي، مع الإشارة إلى أن طول هذه المراكب يتمحور بين 7 و50 متراً. تقسّم اليخوت المشاركة إلى اربعة فئات هي المراكب الكبيرة، القديمة الطراز، الكلاسيكية وروح التقليد، على أن يرسو الاسطول في ميناء كالاتا انسيلمي في مرفأ بورتو موريتزيو.
يضم جدول هذا الحدث أربعة سباقات تنظّم بمعدّل سباق كل يوم بين يومي الخميس والاحد. أما قبل المنافسة النهائية، سوف يشهد مرفأ إمبيريا أونيغليا تنظيم موكب إستعراضي للأسطول المشارك، في حين يُعقد حفل توزيع الجوائز بعد ظهر يوم الاحد.
ومن بين اليخوت الأكبر حجماً المشاركة في سباق إمبيريا، يبرز مركبان شراعيان تاريخيان هما ’مونبيم أوف فايف‘ (1903) و’مونبيم 4‘ (1914). كذلك، يعتبر اليخت ’سينسيريتي‘ (1928) أحد اقدم اليخوت المبنية على يد ’بالييتو دي فاراتزي‘، كما يواصل كل من ’شينوك‘ و’راودي‘ الإحتفال بالذكرى المئوية على إطلاقهما في الولايات المتحدة في العام 1916.
مما لا شك فيه، يشكّل جدول سباقات البحر المتوسط عامل جذب كبير للمراكب الأميركية، الامر الذي تسلّط عليه الضوء مشاركة مراكب مثل ’مانيتو‘ (1937) الذي كان في السابق ملكاً للرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي، اليخت ’اوليمبيان‘ من فئة P-Class (1913) والفائز عن فئته في العام 2014، اليخت ’جور دو فيت‘ من فئة Q-Class (1930)، المركب الشراعي من نوع برمودا ’اندال‘ (1951) واليخت ’سبارتان‘.
ومن بين المشاركين أيضاً في هذا السباق يبرز اليخت ’ايلين‘، المركب الشراعي من نوع برمودا المبني في العام 1936 والذي قامت بتجديده شركة أوفيتشيني بانيراي، ليصبح اليوم سفير هذه العلامة التجارية للساعات الرياضية الفاخرة. يُذكر بأن العام 2016 مميز لليخت ’أيلين‘، حيث أنه يحتفل بالذكرى الـ80 على بنائه على يد شركة ’فايف يارد‘ في اسكتلندا.
كذلك، يستقطب السباق عدداً من اليخوت التي شاركت في الدورة الاولى المنظّمة في العام 1986، ومن بينها المركب الشراعي ’مارييت‘ (1915) والذي تنافس في العام الماضي في سباق إنكلترا عبر الاطلسي في الولايات المتحدة، المركب ’ألزافولا‘ (1924)، المركب الشراعي التابع للبحرية الإيطالية ’كارولي‘ (1948) والمركب الشراعي ’فيستونا‘ (1937).
وعلى الرغم من تشابه إسميهما، غير أن اليخت ’كيلبي‘ (1903) و’كيلبي أوف فالماوث‘ (1928) يرويان قصصاً مختلفة تماماً. فالاول هو من تصميم Solent 38 One Design النادر، والذي لم يتبقى منه سوى عدد قليل لا يتعدى العشرة مراكب، في حين بُني الثاني في مدينة ماين بطول 24 متراً. بعد ان عمل ’كيلبي أوف فالماوث‘ مع حرس السواحل الاميركي، أستخدم لفترة من الوقت كمركب للرحلات في كاليفورنيا، مستقبلاً ضيوفاً مثل بول نيومان واليزابيث تايلور.
على جهة الرصيف تبرز صالة بانيراي حيث يمكن لاعضاء الطواقم الإستراحة بعد السباق، على أن تعرض الصالة ايضاً مجموعة مختارة من الاعمال الفنية والحرفية المحلية والخاصة. تجدر الإشارة إلى انه وللمرة الاولى، سيتم إفتتاح قسم من متحف إمبيريا البحري الجديد والمطل على المنطقة التي ترسو فيها المراكب. في هذه المناسبة أيضاً، سوف ينظّم في المتحف مؤتمران حول تاريخ فيستونا والسباق الذي نظّم قبل ثلاثين عاماً، وذلك يومي الخميس والجمعة على التوالي.
تتولى تنظيم هذا الحدث شركة Assonautica Imperia، على أن يُعنى كل من نادي إمبيريا لليخوت ونادي بورتو موريتزيو لليخوت بتنظيم السباقات بدعم من Assonautica Imperia ورعاية اللجنة الدولية للبحر المتوسط (CIM).