فيما يتدرب المظليون على القفز من الطائرات وهي على ارتفاع يقدر بحوالي 800 قدما ليتمكنوا من إلقاء أنفسهم في حالة تكليفهم ببعض المهام أو في حالات الطوارئ، إلا أن رقيب بسلاح الجو الأمريكي يدعى ألان ماجي قُدِّر له أن يبقي على قيد الحياة بعد سقوطه من طائرة وهي ارتفاع 22 ألف قدم بدون مظلة إثر نشوب النيران بها.
وكانت تلك الطائرة التي يوجد على متنها ماجي، وهو من سلاح المدفعية، رفقة طائرات أخرى من السرب رقم 360، مكلفة بمهمة قصف مخازن المفرقعات الألمانية الموجودة في سان نازير في فرنسا يوم الـ 3 من شهر يناير في العام 1943.
وخلال تلك المهمة، تم ضرب الطائرة بواسطة مدافع مضادة للطائرات وتحولت لكرة من النار. وصعد ماجي إلى جسم الطائرة للحصول على مظلته والنجاة بنفسه لكن المظلة تمزقت نتيجة نيران المدفعية. وفي أثناء تفكير ماجي في خطة بديلة ينقذ بها نفسه، تعرضت الطائرة لضربة ثانية، ليسقط ماجي من الطائرة وهو فاقد الوعي.
وحين استرد وعيه، وجد نفسه في الهواء، ولم يخطر بباله وقتها سوى الدعاء بأن ينجيه الله، وبالفعل سقط ماجي في بلدة سان نازير فوق سقف زجاجي كان موجودا في احدى محطات القطار. وعثر عليه في وقت لاحق وهو متدل فوق عوارض صلبة تدعم السقف.
وذكرت تقارير أن ذلك السقف الزجاجي ساهم في إبطاء عملية سقوطه ليسترد بعدها وعيه ويقوم الجنود الألمان بنقله لإحدى دور الرعاية الطبية. وتعرض ماجي لكسر في كاحله وساقه اليمنى، وأصيب بـ 28 جرحا نتيجة الشظايا والزجاج، وشبه قطع لذراعه الأيمن، فضلا عن إصابته بالعديد من الجروح الداخلية. لكن بفضل الجهد الذي بذله معه الطبيب الألماني، رغم الخصومة التي كانت بينهما، لم يفقد ماجي ذراعه الأيمن، وتماثل بشكل كامل للشفاء في نهاية المطاف، وتوفي عام 2003.