تسجل

قطاع السياحة يعتمد منصات الإعلام الاجتماعي في الترويج

مع الزيادة غير المسبوقة التي تشهدها عمليات التواصل بين فئات المجتمع، من أفراد وكيانات تجارية، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصات متقدمة ومفضلة للشركات التي تسعى إلى جذب العملاء والترويج لخدماتهم ومنتجاتهم، وشهدت السنوات الأخيرة تزايد أهمية منصات التواصل الاجتماعي كجزء أساسي من عملية التسويق المتكاملة التي تسعى إلى تحقيقها أغلب المشروعات اليوم، بما في ذلك قطاع الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف أحجامها. 

ومن هنا تبرز أهمية هذه الوسائل الحديثة كأدوات فعالة يمكن للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية من منظمات المجتمع المدني في المنطقة، استخدامها للتعامل مع الجمهور والتفاعل مع جميع القضايا التي تهمه، الأمر الذي يؤكد الدور الكبير لوسائل الاتصال الاجتماعي في المساهمة في عمليات التنمية المجتمعية.

ونظراً الى الأهمية الكبرى التي باتت تحظى بها هذه الوسائل في المجتمع اليوم، وقدرتها البالغة على التأثير  في المجتمع سلباً وإيجاباً، وقدرتها على تحديد مسار أعمال الشركات صعوداً وهبوطاً، بات من الضروري والهام على الجهات المعنية أن تأخذ زمام المبادرة وتقوم بجلب الخبراء والمختصين في هذا المجال إلى المنطقة لإعطاء دورات تدريبية وورش عمل وجلسات توعية وحلقات نقاش حول الاستخدام الأمثل والإيجابي لتسخير هذه الوسائل للارتقاء بالإنسان والاستفادة من قدراته وطاقاته بما يخدم المجتمع العربي، الذي يحتاج إلى جهد جميع أبنائه ليصل إلى التنمية التي يسعى إليها.

دراسات

وأظهرت أحدث الدراسات أن قطاع السياحة يأتي في مقدمة القطاعات التي تفاعلت بشدة مع ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي من فرص ترويج للأماكن والوجهات السياحية واستقطاب أكبر عدد من السائحين من مختلف أنحاء العالم، وذلك نظراً الى أن هذه المواقع قادرة على الوصول لملايين المستخدمين حول العالم في اللحظة نفسها، مع إمكانية التفاعل المباشر وإبداء الرأي حول ما يعرض عليهم، وهي الميزة التي تنفرد بها مواقع التواصل الاجتماعي بين باقي وسائل الترويج التقليدية. 

وفي هذا السياق، يقول خالد جاسم المدفع، مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة :" لقد أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي طفرة في قطاع السياحة في السنوات الأخيرة، اذ ان صورة متميزة لأحد المعالم السياحية قادرة على خلق حالة من التفاعل والاهتمام بين الملايين حول العالم، ما بين إعادة نشر وتعليق ووصف التجارب الشخصية التي مر بها البعض". 

وأضاف المدفع: "ونحن في الهيئة لم نكتف بإعتماد مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة رئيسية للترويج والتفاعل وجذب الفئات السياحية المختلفة، بل نحرص على تنظيم الفعاليات والندوات واستقطاب الخبراء في هذا المجال من أجل تسليط الضوء على أفضل الممارسات المتبعة في العالم في الاستخدام الأمثل لهذه المواقع، وذلك من منطلق سعينا إلى رفع درجة الوعي بين الجهات والهيئات المهتمة وذات العلاقة في إمارة الشارقة بغرض تعزيز مكانة الإمارة كنموذج لمجتمع واقتصاد يتخذان من المعرفة ركيزة نحو تنمية مجتمعية مستدامة". 
 

انتشار كبير لمواقع التواصل الاجتماعي  في المنطقة

يشير تقرير الإعلام الاجتماعي العربي السادس الصادر مؤخراً عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية إلى أن التواصل عبر هذه الوسائل يحقق الكثير من الفائدة كما أن له أهمية كبيرة، اذ ان الكثير من المؤسسات في المجتمع تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالخدمات التي تقدمها والأنشطة والفعاليات الخاصة بها، وبما يمكنها من الوصول بسهولة للتعريف بخدماتها في المنطقة عبر هذه المنصة، ولاسيما في ظل عدم قدرة بعض المؤسسات على الانتشار والتوسع، كما بين التقرير أن نحو 42 % من المستطلعة آراؤهم في الدراسة أن مؤسسات المجتمع المدني في بلداهم تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم بعض الخدمات، في الوقت الذي لا تزال إلى الآن لا تقدم من الجهات الحكومية.

ووفقاً لتقرير الإعلام الاجتماعي العربي، فإن مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية وصل وللمرة الأولى إلى المعدل العالمي في عام 2014، والذي يعد بحد ذاته علامة فارقة لنسب النمو في استخدام هذه الوسائل في المنطقة، وهذا يعني أن قطاعاً كبيراً من أفراد المجتمع لديهم القدرة على الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات والمعلومات والحصول على المعرفة عن كل جانب من جوانب الحياة في المنطقة وخارجها.

ومع زيادة الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي  في المنطقة، والتي وصلت إلى 82 مليون مستخدم وبنسبة 22 بالمئة من المستخدمين على مستوى العالم، فإن مواقع التواصل الاجتماعي توفر وسائل عملية للتغلب على عدد من العوائق الرئيسية التي تحد دون انتشار المعلومة ووصولها بيسر وسهولة، كما أنها تسهم في المساعدة على إعادة ابتكار طرق تقديم الخدمات العامة في الوطن العربي. ومن المتوقع أن يسهم هذا الانتشار الكبير في اتساع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأعوام المقبلة، كما أنه سوف يعزز من فرص التعاون والتشارك بين أفراد المجتمع والحكومات والهيئات الترويجية المتخصصة.

وتسهم مواقع التواصل الاجتماعي في إتاحة المجال أمام جميع فئات المجتمع للتعبير عن آرائهم، كما أن هناك مشاركة متزايدة للمرأة العربية في عمليات التطوير في الوطن العربي، والتعبير عن رأيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن مشاركتها في هذه الوسائل لا تزال منخفضة مقارنة مع الرجال. وبين التقرير أن مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي مازال يهيمن عليها الرجال الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، لتكون النسبة 1 من 3 من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة هم من النساء.

ووفقاً لتقرير البنك الدولي الصادر مؤخراً، فإن الاتصالات الرقمية عبر الهواتف المحمولة والإنترنت لم تعد فقط أداة اقتصادية لا غنى عنها، بل إنها وسيلة مهمة للأشخاص من ذوي الدخل المحدود والذين ليس لديهم القدرة على إنفاق جزء كبير من دخلهم للتواصل مع الآخرين. كما أن التقرير ينص على أن الاتصالات الرقمية أصبحت وسيلة فعالة لربط المجتمعات المتفرقة، وتشجيع التواصل الاجتماعي، وتوفير خيارات لا تعد ولا تحصى لشغل أوقات الفراغ. 

كما أن تقرير البنك الدولي يبرز كذلك الانتشار الكبير للهواتف المحمولة في البلدان النامية مشيراً إلى أن ما يقرب من 90 % من السكان يمتلكون الهواتف المتحركة، و31% من سكان البلاد النامية على اتصال دائم بالانترنت، وهذا يؤكد التوجه الكبير لأفراد المجتمع خلال السنوات المقبلة نحو الاستخدام المتزايد لهذه الوسائل، وما يدل في الوقت ذاته على أن الأعوام المقبلة سوف تشهد المزيد من الانتشار والتطور في هذه الوسائل، والتي لا بد أن يتم توظيفها بشكل إيجابي للمساهمة بفاعلية بتطوير المجتمع في المجالات المختلفة.