ابتكر الفنان الألماني يودو روتسمان، ضمن محاولته رصد مسارات الحركة التي تحدث في الطبيعة وترجمتها إلى أعمال فنية بأبعاد ثنائية أو ثلاثية، لغتَه البصرية الخاصة، التي تتميّز بجمعها بين الشكل ببساطته والفكرة التجريدية بتفسيرها المعقّد.
ويدعو روتسمان الناظر إلى أعماله الفنية لمتابعة ورقة تتلاعب بها الرياح، أو مويجات دائرية تنداح عند إلقاء حجر في الماء، أو حتى كثبان رملية متحركة في الصحراء... إنها لحظات تتداخل فيها الفيزياء مع مخيّلتنا، ويغلّف فيها الفنّ متغيّرات علمية، إنها مسارات على وقعها تُبتكر قصيدة فنّية حركية لا نظير لها.
وُلد يودو روتسمان في العام 1967 بألمانيا، وهو يحمل درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الهندسة المعمارية من جامعة متروبوليتان بلندن، ودرجة ماجستير الفنون الجميلة في النحت، من جامعة الفنون والعلوم الاجتماعية في بون بألمانيا.
ويمكن تلمّس أثر ممارسات يودو في النحت والمعمار في كلٍّ من حياته ومخططاته وتدبّره الفني من جهة، والاستخدام المتسم بالوعي للمواد وطريقة معالجتها من جهة ثانية، ما ينجم عنه أعمال تتحدانا أن نتوقّف عندها لنتأمل في أحداثٍ عادةً ما نعتبرها من المسلَّمات، ونستعرضها بعين فنان مرهف ذي أسلوب واضح وجذّاب.
جدير بالذكر أن يودو شارك على مدى السنوات الثلاث الماضية في عدد من المبادرات الفنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، منها مشروع ذو أهمية تاريخية تمّ في شهر يناير الماضي، وقام خلاله يودو بالعمل مع طلاب وطالبات إماراتيين من دارسي الفنون لابتكار عمل فنّي تعاوني فريد من نوعه.
وقد نَظّمَت ورشَ العمل لذلك المشروع جامعةُ زايد، بدعم من مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون. ويمكن الاطلاع على هذا العمل في جامعة زايد حيث هو معروض دائماً.