استطاعت الطباعة ثلاثية الأبعاد أن توطد مكانتها في العديد من الصناعات والمجالات التي من بينها التعليم، المجوهرات وكذلك المكاتب المطبوعة بشكل مجسم.
وبحسب تقرير نشرته مجلة فوربس العام الماضي، فقد نمت صناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد بنسبة 25.9 % لتصل إلى 5.165 مليار دولار في 2015، بمعدل نمو سنوي خلال السنوات الثلاث الأخيرة يقدر بـ 33.8 %. ونظرا الى ما تحظى به الطباعة الثلاثية من قيمة سوقية، فقد قرر أن يستفيد منها محمد العواد، مؤسس شركة Medativ، بسعيه لاستغلالها الآن كحل طبي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وبدأ اهتمام العواد بالطباعة الثلاثية الطبية بعد قراءته مقالة عن مشروع "اليد المفتوحة"، وهو عبارة عن مبادرة مقرها المملكة المتحدة وتركز على ضمان إمكانية الوصول إلى الأطراف الصناعية. وأتاح هذا المشروع يدا صناعية تم تطويرها من قطع بلاستيكية مطبوعة بشكل مجسم، وتم تغليفها بعد ذلك بمادة المطاط.
وعلّق العواد على ذلك بقوله: " يمكن لطابعة ثلاثية الأبعاد أن تنتج شيئا يحظى بتأثير كبير على حياة الناس بكلفة منخفضة. وهو ما جعلني أدرك كيف يمكن للتكنولوجيا أن تغير الحياة بالنسبة الى بعض الأشخاص". وبالفعل، بدأ العواد مشروعه الخاص بالحلول الطبية التي تعتمد على الطباعة الثلاثية في أكتوبر عام 2015، على أمل أن يحسن نتائج المرضى ويقدم رعاية صحية أكثر سهولة ويسرا.
ومن خلال عملياتها في بوسطن ودبي، نجحت Medativ في إثبات مكانتها بالسوق من خلال تزويدها الأطباء بنسخ طبق الأصل مطبوعة بشكل مجسم من أجزاء تشريحية خاصة بالمرضى تمت محاكاتها من صور الأشعة الطبية، وهي النسخ التي مكنت الأطباء من فهم حالات المرضى بشكل أفضل ومن ثم تحديد أفضل الطرق الجراحية التي يمكن اتباعها مع كل واحد منهم. وهنا شدد العواد على فكرة أن الطباعة الثلاثية في مجال الطب ليست مقصورة على النماذج التشريحية، وأن العالم سيرى في القريب الكثير من الحلول الطبية التي تعتمد على هذا النوع من الطباعة.
ومن الجدير ذكره أن تلك الشركة لاقت دعما كبيرا، لا سيما وأنها من بين المشاريع التي تخرجت من برنامج "مسرعات دبي المستقبل" في دورته الأولى خلال شهر أغسطس الماضي، ما جعلها واحدة من 19 شركة ناشئة يُخَصَّص لها أكثر من 120 مليون درهم اماراتي من البرنامج كجزء من تعاونها مع هيئات حكومية رئيسية.