تسجل

إستقالة غريغ سميث العلنية تؤدي الى خسارة Goldman Sachs ملياري دولار

حتى يوم الأربعاء المنصرم، كان لا يزال غريغ سميث إسماً مجهولاً لا يعرفه إلا من يعمل معه، وهو موظف إداري في Goldman Sachs في لندن.

ولكن جميع الزملاء في الشركة يعرفونه وحتى في وول ستريت. سميث إستقال عبر بريد إلكترونيّ أرسله إلى مدرائه بتمام الساعة السابعة إلا ثلثاً صباحاً، معتبراً أنّ سياسة الشركة باتت حمقاء وهي تضع أولوياتها ومصالحها قبل مصالح الزبائن وهذا أمر لا يجوز.
وما لم يقله في البريد الإلكترونيّ، نشره في مقالٍ كتبه وأعدّه لصحيفة النيويورك تايمز، منتقداً سياسة الشركة وكيف يتمّ فيها التعامل مع الزبائن، وعبّر عن إستياه كيف يتمّ الحديث بقساوة عن خسارة الزبائن، وقد كان وقع المقال كالقنبلة على غولدمان، وذلك حسبما ذكره أحد الإداريّين.

المقال فتح نقاشاً عبر الإنترنت والأقنية التلفزيونيّة كيف غرقت وول ستريت في الفائض والجشع، ومع حلول الظهر، خرجت وسائل الإعلام عن صمتها وإحتشد مراسلوها في مكاتب غولدمان في مانهاتن، وبعد أكثر من 3 أعوام على إنتهاء ومضي الضائقة والكارثة الإقتصادية، لم تتغير وجهة النظر إلى وول ستريت كثيراً وحتّى طريقة التعاطي والعمل، ولكن عقب هذا النبأ تأهّب الكثيرون وطرحوا أسئلةً كثيرة حول موجة التغييرات التي يمكن أن تنتج عن هذه الحادثة.

هذا وقد أعلنت بعض المصادر أنّه لم يكن يتلقّى راتباً حسناً في وول ستريت، وقد جمع العام الماضي حواليّ 500 ألف دولار، وكان سميث جزءً من الموظفين القدامى والأعضاء في إدارة شركة غولدمان الذين عانوا من غبن الشركة والشروط في الإستثمار، وقد تضاعفت مخاوف الناس في أن تتفاقم المشكلة ويتزايد الربح فوق كلّ الإعتبارات والعقليات والمنطق.

وقد نالت هذه الطريقة في الإستقالة وما تبعها من نقد العديد من الإنتقادات، إذ لم يُعجب الكثيرون في الطريقة العلنية التي إستقال فيها، وقال كثيرون أنّ ردّة فعل سميث كانت على خلفية عدم تعيينه في منصب المدير المسؤول في الشركة التي تتضمّم حواليّ 12 ألف مدير تنفيذي ما يُساوي نائب رئيس واحد قي الولايات المتحدة، ولكن هناك فقط 2500 مدير مسؤول على أكثر من 33 ألف موظّف في غولدمان.

غريغ سميث كان قد بدأ في شركة غولدمان في منصب المبيعات وهو مولود في جوهانيسبورغ، حيث سافر والده الذي كان يعمل صيدليّ ووالدته ناشطة في جمعيات المجتمع المدني. حصل على منحة دراسية عقب تخرّجه في العام 2001 وحطّ رحاله في غولدمان، وهو فائز بالميدالية البرونزية في كرة الطاولة. وقد سافر إلى لندن لبيع منتجات من الولايات المتحدة إلى أوروبا والشرق الأوسط في مجال الإستثمارات والأسهم.