عالم يوناني في الرياضيات والفيزياء ومهندسا ومخترعا وفلكيا. يعتبر أرخميدس واحداً من العلماء الرائدين في العصور الكلاسيكية القديمة، على الرغم من أن التفاصيل المعروفة عن حياته قليلة. فإن بين خدماته الجليلة في الفيزياء وضعُه لأساسات استاتيكا الموائع وعلم الستاتيكا وشرحُ مبدأ الروافع. كان له الفضل في تصميم بعض الآلاتٍ المبتكرة، بما في ذلك محركات ُالحصر ومضخة أرخميدس الحلزونية (الطنبور)، و التي تحمل اسمه.
ادعت بعض التجارب الحديثة أن أرخميدس قام بتصميم آلاتٍ قادرةٍ على رفع السفن المهاجمة من المياه، و إشعال السفن باستخدام مجموعةٍ من المرايا.
و عموماً، يُعتبرُ أرخميدس عالم الرياضياتٍ الأهم في العصور القديمة، ومن أهم علماء الرياضيات في التاريخ. استخدم أرخميدس طريقة الاستنفاد لحساب المنطقة تحت قوس القطع المكافئ مع محصلة المتسلسلة اللانهائية، وأعطى تقديرا تقريبيا بدقةٍ ملحوظةٍ لقيمة ط (باي أو النسبة الثابتة).كما عرَّفَ أيضاً اللولب أو الحلزون الذي يحمل اسمَه، وعرف صيغ أحجام السطوح الدورانية، وابتدع نظاما مبتكراً للتعبير عن الأعداد الكبيرة جدا.
توفي أرخميدس أثناء حصار سيراقوسة، حيث قُتِــلَ على يد جندي ٍرومانيٍ، برغم الأوامر التي نهت عن إيذائه. كتب شيشرون أنه زار قبر أرخميدس، والذي كانت تعلوه كرة محاطةٌ بإسطوانةٍ تحدها من الخارج. أثبت أرخميدس أن للكرة ثلثا الحجم و المساحة السطحية للاسطوانة (بما في ذلك قاعدة الإسطوانة)، ويعتبر هذا الإثباتُ أكبرَ إنجازاته الرياضية.
لم تكن كتابات أرخميدس الرياضية معروفة كثيرا في العصور القديمة، خلافا لاختراعاته التي كانت أكثر شهرة. فرغم قرأة علماء الرياضيات في الإسكندرية كتبه و نقلهم عنها، لم يتم أول تجميعٍ شاملٍ لكتبـهِ إلا حوالي عام 530 ميلادية، و ذلك على يد أﻳﺰﻳﺪور اﻷﺷﺒﻴﻠﻲ. و كانت التعليقات التي كتبها يوتوكيس في القرن السادس الميلادي على أعمال أرخميدس هي التي أتاحت هذه الأعمال لقراءةٍ أوسع لأول مرة.
لم تنج إلا أعمالٌ قليلةٌ نسبيا لأرخميدس خلال العصور الوسطى، و كانت هذه الأعمال مصدرا مؤثرا للعلماء في عصر النهضة. ثم كان اكتشافُ أعمال ٍ أخرى له في عام 1906 في مخطوطة أرخميدس، مما أتاح معرفة كيفية وصول أرخميدس إلى نتائجه الرياضية .