تسجل

كيف تدرِّب دماغك على إنجاز المهمّات المتعدّدة بفاعلية؟

عندما تؤسّس شركة صغيرة، عليك الانتباه إلى كل شخص وكل شيء. التشتت المتواصل جزء من العمل، لكنه يقاطع تركيزك. عبر تعلّم كيفية إنجاز المهمّات المتعددة بفعالية وسط كل هذا التشتت، ستتمكن من إحكام السيطرة على عملك وزيادة إنتاجيتك.
يقول آرت ماركمان الاختصاصي في علم النفس المعرفي ومؤلف سمارت ثينكينغ (بيريجي 2012) "المهمّات المتعددة الفعالة هي إرداف خلفي (اجتماع لفظين متناقضين). لا ينجز الدماغ البشري مهمّات متعددة في وقت واحد، لكنه يقوم بما أسمّيه المشاركة الزمنية".
تعمل المشاركة الزمنية كالتالي: يستطيع دماغك التفكير بمهمة واحدة فقط، لذا تركز على مهمة واحدة، ثم تحل محلها مهمة أخرى، تماماً كالمستجمين الذين يستخدمون ملكية ما كل بدوره. الوردية سريعة للغاية لدرجة أنك لن تلحظ أنك تنجز مهمة واحدة فقط. تشعر كأنك تنجز مهمّات متعددة في نفس الوقت، لكنك تقوم بمشاركة زمنية.
نزعم بغالبيتنا أننا جيدون في إنجاز مهمّات متعددة، لكننا مخدوعون. "أنت أسوأ حكم في تقييم مهارتك في إنجاز مهمام متعددة لأن المناطق الدماغية التي تراقب أداءك هي ذاتها التي تنشط في المهمّات المتعددة. لن تحصل على حيز كاف لتقيّم أداءك بشكل سليم".
من أجل إنتاج عمل عالي الجودة في جو من الفوضى والتشتت، عليك مساعدة دماغك على معالجة كل تلك البيانات في وقت واحد. جرّب التقنيات الثلاث التالية كي تعمل بفعالية أكثر عند مواجهتك مهمّات متعددة.
1- اعمل على المهمّات المرتبطة بعضها ببعض: عندما تعمل على مهمة، ينشِّط دماغك كافة الدارات والخلايا العصبية المتعلقة بتلك المهمة. عندما تنتقل إلى مهمة جديدة، يجب على دماغك أن يتكيف. تحدث الوردية بسرعة، لكنها تستهلك من ذاكرتك وتركيزك وإنتاجيتك. كلما وجب عليك الانتقال من مهمة لأخرى أكثر، غيّرت حالة دماغك. إنك تهدر الوقت. إن أردت إنجاز مهمّات متعددة، اخفض عدد التنقلات بين مهمة وأخرى عبر العمل على المهمّات المتصلة بعضها ببعض. كلما ازداد تشابه المهمّات، سهل عليك التنقل بسلاسة بينها.
2- ضع قائمة المهمّات أمام ناظريك، ففي بيئة متعددة المهمّات، تفرض هذه البيئة دفق العمل ولا تبرز المهمّات من تلقاء نفسها. بمعنى آخر، المهمّات المرئية تسترعي الانتباه أكثر. كي تحكم قبضتك على العمل، ذكِّر نفسك بالأولويات. ألصق قائمة المهمّات في منطقة ثابتة، ولوّن المهمّات الضرورية وخصص وقتاً يكفي لإنجازها.
3- من أخطر آثار المهمّات المتعددة تشتيت ذاكرتك. إنك تتدخل بعملية الحصول على المعلومات، لذلك لن تتذكر شيئاً عندما تحاول استرجاع ما حصلت عليه من بيانات أثناء الاجتماع. إذا رغبت في تصفح مستند هام خلال يوم عمل مزدحم، راجعه لاحقاً بتمهل. أعد قراءته أثناء انتقالك من اجتماع لآخر أو في المنزل ثم فكر به واشرحه لنفسك كي تفهمه وستحظى بفرصة أكبر لتخزينه في ذاكرتك.