انعقدت القمة الأولى للزراعة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، بتنظيم من مبادرة الزراعة المتجددة التابعة لغومبوك، وبرعاية كريمة من وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية. تُعد هذه القمة المنصة الأولى من نوعها المخصصة للزراعة المتجددة في المنطقة، حيث جمعت أكثر من 150 مشاركاً من أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، من صنّاع السياسات، الأكاديميين، المبتكرين، المستثمرين، وممثلي المجتمع المدني، بهدف رسم مسار موحّد نحو أنظمة غذائية مستدامة وتجديدية وقادرة على التكيّف مع تغيّر المناخ.
وبالشراكة مع كل من أتش أس بي سي، البنك السعودي الأول، معهد التكنولوجيا الأوروبي للأغذية، فريق المبعوثين رفيعي المستوى لتغير المناخ التابع للأمم المتحدة، والتحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء، أطلقت القمة دعوة مؤثرة للعمل على توسيع نطاق الزراعة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
وتحت شعار "استصلاح التربة كرأس مال: أنظمة غذائية متجددة وحلول قائمة على الطبيعة"، شهد الحدث الذي امتدّ ليوم كامل، سلسلة من الكلمات الرئيسية رفيعة المستوى، وجلسات حوارية بقيادة خبراء، بالإضافة إلى مشاورات إقليمية، ونهائيات العروض التقديمية، حيث تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة في برنامج غومبوك لمشاريع الزراعة المتجددة، والذي سلّط الضوء على ابتكارات علمية وبحثية من قِبل المتأهلين للمرحلة النهائية من دفعة 2024/2025، والمصمّمة لإحداث تحوّل في أنظمة الغذاء.
وقال الدكتور زياد الزيادي، المدير العام للشراكات وبناء القدرات بوزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية: "لقد كان شرفاً كبيراً لوزارة البيئة والمياه والزراعة أن تتولى رعاية قمة الزراعة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا 2025. لقد تميزت القمة بجودة النقاشات، تنوّع المشاركين، وجدول أعمال يركّز على الحلول، مما أسهم في خلق منصة فعّالة للتعاون. وقد سررتُ بالمشاركة في مناقشات الجلسة المغلقة، حيث استكشفنا مناهج مبتكرة لتحسين صحة التربة، تحويل نظام الغذاء، والممارسات المتجددة المناسبة لتحديات المناخ في منطقتنا. كما أتيحت لوزارة البيئة والمياه والزراعة فرصة استعراض أبرز المبادرات الوطنية التي تدعم التحوّل نحو أنظمة زراعية مستدامة وقادرة على التكيّف في المملكة العربية السعودية. ونحن نتطلع إلى مواصلة الزخم الذي حققته هذه القمة، وبناء شراكات أقوى وأكثر تأثيراً على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا".
بدوره، علّق المهندس راكان العتيبي، مدير أمانة التحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء قائلاً: "تشرفنا بالانضمام إلى قمة الزراعة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا كشريك مؤثر، وهي خطوة رائدة نحو إعادة تصور مستقبل الزراعة في واحدة من أكثر مناطق العالم تحدياً. لم تكن هذه القمة مجرد فعالية، بل نداءً جماعياً للتحرك، جمعت تحت مظلتها قادة ومبدعين وصنّاع تغيير، من أجل صياغة حلول حقيقية تعزز القدرة على التكيّف مع التغير المناخي، وتحقيق الأمن الغذائي، وتجديد النظم البيئية في المنطقة. في التحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء، نؤمن بأن القيادة الحقيقية تعني بناء جسور التواصل بين القطاعات، رعاية الابتكار، وتمكين المجتمعات. ونحن فخورون بأننا ساهمنا في منصة تجسّد هذه القيم، وتشكّل نموذجاً ملهماً للتعاون المستقبلي وتحقيق الأثر المنشود. معاً، نزرع اليوم بذور مستقبل أكثر استدامة وتجديداً".
أبرز المحطات التي تخللت القمة:
- رعاية ملكية وقيادة إقليمية:
استُهلّت فعاليات القمة بكلمات افتتاحية من صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل آل شعلان وصاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت تركي آل سعود، المؤسِّستين الشريكتين لمجموعة أيون، حيث شدّدتا على الدور المحوري الذي تلعبه القيادة الإقليمية في تعزيز الاستراتيجيات الإيجابية للطبيعة.
- جلسات نقاش رفيعة المستوى:
تناولت الندوات رفيعة المستوى مواضيع ملحّة شملت أطر السياسات العامة الداعمة، وتوسيع نطاق الابتكار المتاح، وتفعيل آليات تمويل محفّزة، إلى جانب استعراض نماذج ناجحة في الزراعة المتجددة، بهدف تمكين الزراعة القادرة على التكيّف مع تغيّر المناخ، وذلك بمشاركة خبراء من مؤسسات مرموقة، منها: استدامة، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، التابع لـCGIAR، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومؤسسة إي آي تي فود، ومؤسسة Earthna التابعة لمؤسسة قطر، وفريق الأمم المتحدة للمناخ، إلى جانب جهات أخرى رائدة.
- عرض الابتكارات الرائدة:
تم تسليط الضوء على 20 حلاً مبتكراً تم اختيارها ضمن برنامج المشاريع الزراعية المتجددة من غومبوك (دفعة 2024/2025) خلال عرض تقديمي حي، حيث استعرض خمسة متأهلين نهائيين مشاريعهم على خشبة المسرح. وقد مُنحت الجوائز والدعم للفائزين الثلاثة الأوائل لتوسيع نطاق ابتكاراتهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا.
- حفل إعلان وتوزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة الأوائل في برنامج غومبوك لمشاريع الزراعة المتجددة للدفعة 2024/2025
حصل كل فائز على منحة مالية بقيمة 20 ألف دولار، إلى جانب الإرشاد المهني، وفرص لتبنّي مشاريعهم، ودعم إضافي من منظومة الشركاء الداعمين للمبادرة. ويهدف هذا الدعم المتكامل إلى تمكين الفائزين من توسيع نطاق ابتكاراتهم وتحقيق أثر اجتماعي وبيئي أوسع.
الفائزون هم:
● أكتينوبكتيريا - عزل وتوصيف أكتينوبكتيريا مقاومة للإجهاد المائي في التربة القاحلة، أميمة مرهان - المغرب
● فارم تو 2أف أس (الوقود والأسمدة) - الهضم اللاهوائي لتحويل مخلفات الحيوانات إلى طاقة حيوية وأسمدة، د. بدور الغامدي، م. وفاء الرشيد، د. عادل عبد النور - استدامة، المملكة العربية السعودية
● ريد دوت - المكافحة الانتقائية القائمة على الحمض النووي الريبوزي لسوسة النخيل الحمراء، تيودورو غارسيا ميلان، فران روبسون، فيرونيكا جريكو - المملكة المتحدة
نتائج المشاورات الإقليمية:
شهدت الجلسة المغلقة لقاءً جمع نخبة من أصحاب الاختصاص رفيعي المستوى، بهدف وضع أسس تعاون إقليمي حول أولويات استراتيجية مشتركة، تمهيداً لتطوير إطار عمل متكامل للزراعة المتجددة، يساهم في تعزيز مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا كمركز عالمي للابتكار، وكمحورٍ للتميّز فيما يتعلق بالزراعة في الأراضي الجافة وأنظمة الغذاء المقاومة لتغيّر المناخ.
سيتم نشر الأفكار المستخلصة من هذه الجلسة في ورقة النتائج والرؤى القادمة، والتي ستكون بمثابة خارطة طريقة إقليمية للعمل الجماعي. وستوجّه هذه الورقة المرحلة التالية من مبادرة الزراعة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وتساهم في تعزيز دور المنطقة الريادي في تقاطع قضايا المناخ، والغذاء، واستعادة النظم البيئية.
يُعدّ هذا الحدث البارز نتاجاً لمبادرة غومبوك المتنامية بسرعة في مجال الزراعة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، التي تم إطلاقها في ديسمبر 2023 بالتعاون مع شركاء مثل أتش أس بي سي، والبنك السعودي الأول، ومؤسسة إي آي تي فود، وفريق المبعوثين رفيعي المستوى لتغير المناخ التابع للأمم المتحدة. وقد استقطبت المبادرة اهتماماً من أكثر من 660 بحثاً مبتكراً وحلولاً علمية، من 80 مؤسسة بحثية، و65 دولة، وعززت شبكة فعّالة من الشركاء من مختلف القطاعات.
وبحسب تاتيانا أنتونيلي أبيلا، المؤسِّسة والمديرة العامة لشركة غومبوك: "تشكّل هذه القمة محطة مفصلية في مسيرتنا نحو تجديد النُظُم البيئية وتطوير الزراعة في المناطق الشحيحة بالمياه. وقد أظهرت الحوارات التي شهدناها اليوم، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، تمتلك إمكانات هائلة لتكون رائدة في تطبيق الحلول الزراعية المتجددة، بوصفها حاضنة للابتكار ومركزاً للتميّز في الزراعة الصحراوية والمقاومة لتغيّر المناخ."
ومع ختام القمة، تؤكد غومبوك التزامها ببناء منظومة داعمة تربط بين العلم، الابتكار، السياسة، والتمويل — ممهدةً الطريق نحو تحوّل شامل في أنظمة الغذاء لتحقيق مستقبل تجديدي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا.